في إطار سلسلة عروضه التربوية الهادفة، عاد محترف تياترابوسحابة التابع لجمعية بوصلة للأعمال الاجتماعية إلى خشبة المسرح من خلال العرض الثاني لمسرحية العدو الصديق، وذلك مساء يون الخميس 12 يونيو 2025، بقاعة دار الشباب القدس بمدينة ابن جرير.
يقدم هذا العرض المسرحي التحسيسي تحت إشراف عمالة إقليم الرحامنة وبدعم من المجلس الجماعي لابن جرير، وبشراكة مع ثانوية أحمد المنصور الذهبي الإعدادية، وهو من تأليف وإخراج الأستاذة المقتدرة والفنانة فاطمة البيداوي حيث تناول هذه المرة موضوعاً بالغ الأهمية تمثلت في آفة التدخين وآثارها المدمرة على الصحة الفردية والبيئة المحيطة.
 
وقد استطاع الأطفال المشاركون، عبر مشاهد مؤثرة ومواقف واقعية تجسيد المخاطر الصحية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالتدخين، خاصة ما يتعلق بـتلويث الفضاءات العامة وتدهور جودة الهواء والتأثير السلبي على الغطاء النباتي والصحة العامة.
 
انطلقت المسرحية من قصة بسيطة، لكنها مشحونة بالرمزية، تعكس كيف يمكن أن يتسلل العدو إلى حياة الأطفال في هيئة صديق مغرٍ، يمثل في الواقع سيجارة مشؤومة تدّعي المتعة وتخفي الهلاك. وقد نجح العرض في إيصال رسائل تحسيسية قوية بلغة قريبة من وجدان الناشئة، وبأسلوب تفاعلي، شجّع الجمهور على التفاعل والمساءلة.
 
وبرزت مرة أخرى بصمة المخرجة فاطمة البيداوي، التي أبدعت في تحويل نص تربوي إلى عمل فني متكامل، يحترم عقل الطفل دون أن يُفقده متعة المشاهدة، من خلال قيادة محكمة لفريق التمثيل والفريق التقني، وتوظيف ذكي للإضاءة والموسيقى والديكور، استطاعت أن تجعل من الخشبة فضاءً مفتوحاً للتفكير الجماعي في خطورة التدخين.
 
تجدر الإشارة أن هذا العرض هو الثاني لمسرحية العدو الصديق، والذي لم يكن مجرد فرجة بل لحظة فنية تربوية للتأمل والتحسيس، أكدت من جديد أن المسرح حين يُوظّف بروح مسؤولة، يتحوّل إلى أداة لتغيير السلوك وغرس الوعي البيئي والصحي في نفوس الأجيال الصاعدة.